بداية دخول الإسلام لفرنسا :
زحفت الجيوش الإسلامية إلى فرنسا سنة 716 م و عبروا الحدود الفرنسية الإسبانية ، و دخلوا مدينة (ناربون) و في عام 721 م توغلت الجيوش الإسلامية بقيادة (السمح بن مالك) إلى مشارف مدينة (تولوز) الفرنسية ، و هزمت القوات المدافعة عنها ، و تابعت الجيوش الإسلامية التوغل حتى وصلت مدينة (ليون) في وسط فرنسا في عام 726 م .
عام 731 م ، عندما بلغ التقدم الإسلامي مداه بدخول مدينة (( بوردو)) ليبدأ بعدها تراجع الجيوش الإسلامية ، التي حلت بها الهزيمة ، بالقرب من مدينة (بواتييه) في عام 732 م ، و وقع بعض المسلمين أسرى في أيدي الفرنسيين ، فتم نقلهم إلى شمال فرنسا و استقروا هناك ، فكان ذلك أول وجود إسلامي في فرنسا .
و لما سقطت الأندلس و تعرض المسلمين للمجازر الرهيبة ، لجأ 150 ألف من المسلمين إلى فرنسا و استقروا بها .
أما الهجرات الحديثة إلى فرنسا فكانت في بدايات القرن العشرين، إذ لجأت فرنسا إلى المغرب العربي ، لسد حاجتها للأيدي العاملة ، فجاءت بالعمال العرب المسلمين من المغرب و الجزائر ، مابين 1900 _ 1905 م ، و ازداد الطلب على هذه العمالة بعد نشوء الحرب العالمية الأولى ، و استمر تدفق المهاجرين ما بين الحربين العالمتين ، و ما بعدهما ، فزاد عدد الجالية المسلمة في فرنسا مما دفع الحكومة الفرنسية إلى تشييد مسجد في العاصمة باريس و الاعتراف بالإسلام كدين رسمي ضمن الأديان المعترف بها في فرنسا.
تم الاعتراف بحق المسلمين في حرية التدين ، و ممارسة الشعائر الإسلامية ، وبناء المساجد و المقابر و المدارس الفرنسية الإسلامية و بالإضافة لحقهم في أعيادهم و مناسباتهم كعيد الفطر و الضحى و ذلك مقابل أن يحترم المسلمين الدستور الفرنسي. رغم ذلك فإن بعض المسلمين يعانون من بعض السلبيات، حيث يحاول البعض تشويه صورتهم بالإضافة إلى الدعاية الصهيونية ضدهم.
و رغم ذلك فإن مسؤلين فرنسيين يعترفون أن الإسلام قلل من عدد الجرائم المرتكبة في فرنسا.